كثيراً ما يتعرّض بعض الجهلة للإساءة لآل البيت من خلال موضوع الغيب بغرض الإساءة وبدون فهم حقيقتهم عليهم السلام . . .
ولذ أحببتُ توضيح بعض الأمور حول هذا الموضوع لفهم الأمور بشكل يتلاءم مع كون الله عنده علم الغيب بشكلٍ مطلق . . .
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمّ صلّ على مُحمّدٍ وعلى آلِ مُحمّد
كثيراً ما يتعرّض بعض الجهلة للإساءة لآل البيت من خلال موضوع الغيب بغرض الإساءة وبدون فهم حقيقتهم عليهم السلام . . .
ولذ أحببتُ توضيح بعض الأمور حول هذا الموضوع لفهم الأمور بشكل يتلاءم مع كون الله عنده علم الغيب بشكلٍ مطلق . . .
ولقد نقل الكليني هذا الحديث في ( أصول الكافي ) :
( قال الإمام جعفر الصادق : نحن خزَّان علم الله , نحن تراجمة أمر الله , نحن قوم معصومون أمر بطاعتنا ونهي عن معصيتنا , نحن حجة الله البالغة على من دون السماء وفوق الأرض )
هذا الحديث باعتقاد جميع الشيعة صحيح مئة بالمئة ولا غبار عليه وهؤلاء هم أئمة الشيعة . . .
وليس معنا الصحيح عندنا أنـّه قد ورد في الصحاح ! ! !
وهم الأئمة القائمين بأمر الله ولو احتاجوا لمعرفة أمر لأطلعهم الله عليه ولأتاهم قبل أن يطلبوه . . .
وكما في الآية الكريمة :
{ عالم الغيب فلا يـُظهر على غيبه أحداً * إلا مَن ارتضى من رسولٍ فإنـّه يسلكُ مِن بين يديهِ ومِن خلفهِ رصداً * ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربـّهم وأحاط بما لديهم وأحصى كلّ شيء عدداً }
وهم الذين ارتضاهم الله من عترة الرسول . . .
وبالنسبة لعلم الغيب أزيدكم توضيحاً . . .
هل كان عيسى عليه السلام يعلم الغيب . . .
علماً بأنـّه كان ينبـّئ الناس بما يأكلون وما يدّخرون . ؟ !
لا طبعاً ولا النبي ولا الأئمة عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام . . .
وكما جاء في الآية الكريمة :
{ قل لا أملكُ لنفسي نفعاً ولا ضرّاً إلا ما شاء اللهُ ولو كنتُ أعلمُ الغيبَ لاستكثرتُ مِن الخيرِ وما مسـّنـِيَ السوءُ إن أنا إلا نذيرٌ وبشيرٌ لقومٍ يؤمنون }
والعقل البشري أصلاً لا يتحمـّل علم الغيب لأنـّه بحاجة إلى طاقات هائلة لاستيعابه . . .
بل يـُظهر الله على غيبه مَن ارتضى من رسولٍ . . .
بمعنى أن يطلعه على بعض الأمور الغيبيـّة لمصلحة ما ولأجل القيام بمهمـّتهم على أحسن وجه . . .
وكذلك الأئمة عليهم السلام فهم يطلعهم الله على كلّ ما يحتاجون . . .
فهم أولو الأمر الذين أمرنا بطاعتهم واتباعهم . . !
أو بسبب قربهم منه تعالى ومحبـّته لهم . . .
ووصفهم عليهم السلام بأولي الأمر عميق جدّاً ويدلّ على منزلة رفيعة ومكانة شامخة جدّاً أسمى مِن أن ندركها . . .
واعلم أخي الكريم بأنّ ما أذكره هنا لا يستطيع معظم الشيعة الرد بمثله . . .
لأنّ مسألة الغيب أمر فوق مستوانا جميعاً . . .
ولو اختلفت أراء العلماء حول الموضوع فلأنـّه موضوع شائك ومعقـّد ! ! !
وهل ساءكم مِن آل البيت أي فعل أنكرتموه عليهم ؟ ! ؟
وبالتالي دفعكم للإعراض عنهم ومهاجمتهم ودفعهم عن مكانتهم التي ارتضاها اللهُ لكم . . .
وكلّ ما ورد على ألسنتهم فلتعريفنا بمكانتهم ووجوب طاعتهم . . .
وهم الذين لم يطمعوا لا بمال ولا بجاه ولا بمنصب . . .
بل لم تكن غايتهم إلا صلاح الأمـّة والدلالة على نهج الله القويم وصراطه المستقيم . . .
ونعم وباعتقادنا أنّ محمـّد (( ع )) نور الله وعلي نور الله والحسين نور الله . . .
وليس عندنا سوى ذلك . . .
بل هكذا علــّمنا أئمتنا أن نزور الحسين عليه السلام :
{ السلام عليك أيـّها العبد الصالح الزكي . . .
أودعك شهادة منـّي لكَ تقرّبني إليك في يوم شفاعتك . . .
أشهد أنـّك قـُتلت ولم تمت بل برجاء حياتك حييت قلوب شيعتك وبضياء نورك اهتدى الطالبون إليك . . . وأشهد أنـّك نور الله الذي لم يـُطفأ ولا يـُطفأ أبداً وأنـّك وجه الله الذي لم يهلك ولا يهلك أبداً . . . . . }
نعم لقد اُمرنا بتعظيم شعائر الله عزّ وجلّ . . .
وليس من الخطأ أبداً التوسـّل بهم أو بأضرحتهم عليهم السلام . . .
كما نفتخر بالتواصل اليومي مع آل البيت عليهم السلام وأداء ركعتي الزيارة . . .
وكما يُستحب التوسّل إلى الله والدعاء بمكانتهم وحقّهم أو التوسّل بهم أن يكونوا شفعاء ووسائط إلى الله . . .
ولكن لا يجوز التوجّه لهم وحدهم وطلب الحوائج منهم بشكل مباشر والنظر على أنّهم هم مَن سيقضي لنا الحاجة . . .
هذا الاتهام الذي لا يفهمه الكثير من أعداء آل البيت وهذه المعاني لا يفهمها إلا شيعتهم من المُحبّين الموالين . . .
ولا نعلم عن الأئمة عليهم السلام إلا ما عرّفونا به أنفسهم . . .
وكما أنـّنا علينا أن نحترم ونصدّق ونؤمِن بكلّ ما جاء على لسان الأئمـّة عليهم السلام . . .
حتـّى وإن كان ظاهره مما يصعب علينا فهمه . . .
ولا يجوز لنا أبداً التشكيك بما لا نفقهه . . .
فكيف لنا بالإحاطة بمَن هم أعلى منـّا بمراحل بعيدة . . .
وإنـّما اُمروا عليهم السلام أن يُخاطبوننا على قدر عقولنا . . .
فسلام الله عليكم ساداتي ومواليّ جميعاً ورحمة الله وبركاته
وقد يرد في بعض الأحاديث بعض المغالاة من المحبـّين ردّاً على افتراءاتكم ودسائسكم وتدليسكم بآلاف الأحاديث . . .
كما أنـّنا لا نعرف ظروف نقل الرواية وظروف تنزيلها في كتب الحديث ! ! !
فحتـّى نحن الشيعة عندما نأخذ حديثاً من كتب الشيعة نـُمحـّصه ونـُخضعه لما يقبله العقل . . .
فالعلماء ليسوا بالمعصومين . . .
وطبعاً ليس جميع الرواة بالثقات أو يتمتـّعون بذاكرة وحفيظة سليمة . . .
ويجب ألا ننسى وقوع الخطأ في النقل بسبب الفترات الزمنية الطويلة في تناقل الحديث وعبر عدّة أشخاص . . .
وأحياناً خطأ صغير في النقل قد يشوّه الحديث ويخرجه عن مضمونه الأصلي . . .
فالكل معرّض للخطأ والنسيان . . .
إلا الأنبياء وآل البيت عليهم السلام . . .
وخاصـّة في موضوع التبليغ ونشر السنـّة والعلوم . . .
فهل اتضح الأمر ؟ ! ؟ أرجو ذلك ! ! ! ! ! ! !
فلا تحاولوا أن تأخذوا من كتب الشيعة فقط ما ترون أنّ فيه ثغرة تسيء للشيعة . . .
كما لا تحاولوا إضاعة وقتنا لمجرّد المماراة والمجادلة . . .
ولن تؤمنوا ولو جئناكم بألف حجـّة ودليل ؟ !